إذا أردت أن تكون مشهوراً في هذا البلد ما عليك إلا أن تتبع الخطوات التالية التي سوف أذكرها لك في هذا المقال.. أولاً أن ترتدي ملابس محذقة وعارية، وبنطالاً يصعب فصله عن جلدك، أو فستاناً عارياً من الأخلاق مزركشاً بالإثارة، وعليك أن تحلق شعرك أو أن ترتدي شعراً مستعاراً (باروكة)، ولك الخيار هنا أن تكون سوداء أو حتى بنفسجية، ليس مهماً. وأيضاً عليك أن تتحلى ببعض الصفات السيئة وأن يتبرأ لسانك من العفة والحياء، ومع (حبة مياعة) كده تكون قد أجدت دور (القونة أو القون)، لا أدري ماذا يطلقون عليه. المهم بهذه الخطوات المختصرة وغير المكلفة سوف تصبح بين ليلة وضحاها مشهوراً جداً، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن أن تصبح فناناً بلا صوت، أعني في نظر البعض من محبي هذه (الهشتقة)، يكفي فقط أن تتراقص هبلاً والله جد!
وإذا لم تكن تصدق عزيزي القارئ ما ذكرته سابقاً وكشفته لك من خطوات سهلة وطريق مثمر ومليئ بالمال والشهرة، فقط عليك مراجعة بعض الصفحات الداعمة لمشروع قونة لكل مواطن في السودان، فقد لا يمر يوم أو حتى سويعات دون أن ينشر أحدهم مقطع فيديو لهذه المخلوقات القونية (حرفت مصطلح الكونية ليتناسب مع الموقف اعذروني) التي تظهر كل ليلة في فضاء الخرطوم الواسع الذي يتسع لكل أصناف لا أدري هل أسميه فناً أم (عولاق). أعتقد عزيزي القارئ أن ما قصدته هنا بين القوسين قد اتضح إليك جيداً. نعم، صفحات الفيس حبلى بالعناكب والأسماء الغريبة والكلمات الخادشة للحياء والمتعرية من كل الاحترام وكأنها تنادي وتوقظ شهوات الغير علناً (والله جد)!
لا أدري ماذا حدث لهذه البلاد وعلى قول إحداهن (تعالى اقيفي يبخروك) وأقصد هنا بلدي السودان التي تحتاج إلى بخور كاااارب لطرد الجن الذي سكنها وفك عرشها (عذرا فقد استخدمت إحدى مصطلحاتهم قصداً)، ولا أدري لماذا تصمت الجهات المعنية من اتحاد المهن الموسيقية ووزارة الثقافة والإعلام متمثلة في المصنفات الأدبية والفنية غيرها من الجهات ذات الصلة، بل وحتى الغيورين على الفن السوداني، أم أن تلك الجهات غارقة في (الزنق) والرقص على أوتار (فك العرش وقلع رموشي). تخيل سيدى القارئ أن يصل الفن هذا إن أسميناه فناً في السودان إلى هذا الاضمحلال والنتانة من الكلمات والألحان وليس هذا فقط بل يتبع هؤلاء جيل كامل. فطفل صغير يمكن أن يحفظ كلمات أغنية (سافلة) لإحدى القونات ولا يحفظ آية قرآنية أو حديثاً من السنة النبوية.. لله درك يا وطن!
جرأة أخيرة:
إلى كل الجهات المعنية بالأمر، دقستي ليه!!!
Check Also
مشاهدات وانطباعات يكتبها : خالد ساتي … مزاج سوداني
الشروق نت مزاج سوداني الدائرة الضيقة التي سجنت خيال البرامج الغنائية لسنوات متطاولة لم تشفع للقنوات …