الخميس , نوفمبر 21 2024
aren

*جرأة قلم / دارالسلام علي/ زي ألوان بشارع النيل!*

قد تظن سيدي القاريء إنني سوف أتحدث عن القناة الهندية الشهيرة التي يتابعها الغالبية العظمي من السودانين قناة (زي ألوان ) لا ولكن لن أذهب بعيدا فعنوان المقال أقرب إلى فيلم هندي يحكي عن الواقع الهندي، (المهم) قبل فترة ليست بالطويلة كنت جالسة مع عدد من الأصدقاء نحتسي أكواب من القهوة والشاي بشارع النيل هربآ من الروتين اليومي كحال الغالبية من الموظفين، استوقفني او بالأحرى شدني موقف غريب، وذكرت غريب لأنه كان فعلأ غريبآ بالنسبة لي، وربما كان أمرآ عاديآ بسبب عدم متابعتي لمستجدات الحياة الجامعية وما يلازمها من تقليعات
الأمر الذي جذبني هو أن مجموعة من الطلاب من الجنسين كانوا يرتدون “تي شيرتات” بيضاء كتبت خلفها بعض الكلمات التي لم أتمكن من قراءتها، كانوا يسيرون بطريقة غريبة يهرولون بسرعه بحركات أقرب إلى رقص (السالسا اللاتينية) ليس هذا ما شدني ايضآ فقد يكون هذا عادي، ولكن ما جعلني اتسمر في مكاني هي ملامح وجوههم التي كانت تبدو كلوحة لأحد الفنانين التشكيليين قبل أن يبدأ في رسمها، وذلك بما تحمله وجوههم من ألوان عديدة، اقتربت من أحدهم وسألته عن ما يضعه على وجهه وشعره من ألوان ولماذا اجابني (ده إحتفال مبدئي بالتخرج وحبينا يكون بشكل مختلف عن الشكل النمطي للتخاريج حينها عدت إلى مكاني ولم أقل شيئا
اليوم وانا أجلس بكافيه بإحدى القريات السياحية المطلة على النيل اذا بي أسمع صوت حفلة او كما يسمونها (دي جي) اعتقدت أنها حفلة عيد ميلاد أو حنة عروس خرجت لأعرف ما يدور فإذا بي اتفاجأ بنفس الأشكال التي قابلتها من قبل مع إختلاف الشخصيات فتيات وشبان نثرو علبة الألوان على وجههم وملابسهم البيضاء تماما مثل (عيد هولي) الهندوسي الذي تحتفل به بعض الدول احتفالآ بالربيع وموسم الحصاد وذلك من خلال إرتداء الملابس البيضاء والتراشق بالألوان
وكان (الدي جي) عبارة عن أغاني غربية وسودانية خادشة للذوق العام او ما يسمونها اغاني هابطة يرقص على أنغامها الخريجون بشكل مثير وغريب، بحضور عدد قليل جدا من الأمهات و أولياء الأمور الذين بدت على ملامحهم السعادة ولم ترتسم على وجوههم اي ملامح إعتراضية بما يفعله أبناؤهم وبناتهم وهن يرقصن على أغاني غربية بطريقة مثيرة وحركات ايحائية لدرجة ما، حينها قلت في قرارة نفسي إن بعض المجتمع بدأ فعليآ الخروج من قوقعة التقاليد والعادات وتخطى الخطوط الحمراء التي لم تعد موجودة في بعض الأسر، خرجت مسرعة من ذلك المكان الذي شعرت فيه بالغرابة والغربة

جرأة اخيرة :
وكما قالت المغنية (احي يا لطيف)!!!

Check Also

مشاهدات وانطباعات يكتبها : خالد ساتي … مزاج سوداني 

الشروق نت  مزاج سوداني الدائرة الضيقة التي سجنت خيال البرامج الغنائية لسنوات متطاولة لم تشفع للقنوات …