جرأة قلم/ دارالسلام علي

اعتذارك مابفيد

اوقفني خبر طريف جدا عندما كنت أتصفح أحدي القروبات الواتسابية التي تعني بنشر الأخبار ، حيث يقول الخبر (النكتة) أن والى الخرطوم المكلف اعتذر لمواطني الولاية عن العطل الذى تسبب فى تكدس حركة المرور بمحطة الصرف الصحي رقم ٦ جوار مستشفى الخرطوم ، وأدى لطفح شبكة الصرف الصحي وغرق شارع السيد عبدالرحمن بالمياه القذرة والآثنة التي تتلافحها وتقذفها إطارات السيارات مجيئه وراح مخلفة روائح تزكم الإنوف ،كل هذا على بعد خطوات من منطقة تكتظ بالمراكز والمستشفيات(والله جد) اي أن احتمالية التسبب فى كارثة بيئية وصحية كبيرة جداً، والذين يمرون بذاك الشارع النتن شهداء على هذا !
ولكن اعتذر الوالى على كل ذلك ،نعم سيدي القارئ ما قرأته أعلاه صحيح انت لا تحلم ولا تتخيل ، فقد ورد في الخبر أن الوالى اعتذر فعلياً عن غرق ولاية الخرطوم بمياه الصرف الصحى، ولكنه نسى أن يعتذر عن قطوعات المياه التي يعاني منها غالبية السكان أو فلنقل أن حوالى (50%) أو أكثر لم ينعموا بإمداد مائي في الوقت القريب، بل البعض ناشد و(شحد) المناطق المجاوره لهم بمدهم بمياه بعد أن فشلوا حتي في شراؤها من أصحاب (الكاروهات) وبائعي المياه، بعد أن عجزت حنفياتهم التي لا تأتي إلا بالشخير وجفت او حتي أنها نسيت صوت الماء وان تأتي بنقطة واحدة فقط (تخيل)!
ونسى الوالى أن يعتذر أيضا عن سوء ورداءة الطرق الداخلية والخارجية للعاصمة،بعد أن حصدت حفر تلك الشوارع آلاف الأرواح البريئة التي لا ذنب لها سوى أنها اختارت طرقات وعرة نفذها عديمي الرحمة والذمة، وإذا لم تصدق سيدي الوالى اتصل على إدارة المرور وستخبرك أو ستمدك بالعديد من التقارير التي تثبت رداءة الطرق وضيقها وستخبرك عن حفرها (حفرة حفرة) التي تبتلع اقدام المارة وعجلات السيارات يومياً وتتسبب في الزحام المروري وكثرة الحوادث
جرأة أخيرة:-
سيدي الوالى نشكر اهتمامك واعتذارك ووقوفك على المشكلة بنفسك، ولكن لا يود المواطن اعتذار شفوي منك كل ما يريده أن يحصل على خدمات لائقة وأن ينعم بمستحقاته من أساسيات الحياة،فقد سمع كثيراً تلك الوعود التي تشبه فرقعة البالونات، هو لا يريد وعودا ولا اعتذارات ولا شماعات للخطأ كل ما يريده خدمات متوفرة وذات جودة مناسبة

شاهد أيضاً

مشاهدات وانطباعات يكتبها : خالد ساتي … مزاج سوداني 

الشروق نت  مزاج سوداني الدائرة الضيقة التي سجنت خيال البرامج الغنائية لسنوات متطاولة لم تشفع للقنوات …