أقلع من كاليفورنيا الأميركية، ، القمر الصناعي الفرنسي – الأميركي «سووت» في مهمة ستتيح رصدًا بدقة لم يسبق لها مثيل لحركة المياه على كوكب الأرض، توفّر قدرة أكبر على توقعات موجات الجفاف والفيضانات في مختلف أنحاء العالم.
وقالت سلمى شرشالي، من المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء خلال مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن هذا القمر الصناعي يمثل «ثورة في مجال الهيدرولوجيا»، موضحة أن نتائج رصده ستكون «أدق بعشرة أضعاف من تلك التي توفرها التكنولوجيا الحالية»، وفق «فرانس برس».
وانطلق صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبايس إكس» من قاعدة فاندنبرغ بكاليفورنيا في الساعة 11,46 ت غ حاملا هذا القمر.
ومن المتوقع أن تبدأ المهمة العلمية لـ«سووت» الذي يتألف اسمه من الأحرف الأولى لعبارة «طوبوغرافيا المياه السطحية والمحيطات» بالإنجليزية، بعد ستة أشهر تُجرى خلالها له اختبارات وعمليات معايرة، على أن توفر البيانات التي يجمعها على الإنترنت بحيث يمكن للجميع الاطلاع عليها.
ومن موقع هذا القمر على ارتفاع 890 كيلومترا، سيتسنى له الرصد الحي لدورات الماء في البحيرات والأنهار والمحيطات في مختلف أنحاء العالم، ومراقبة التفاعل عبر الغلاف الجوي، بين الخزانات الضخمة المتمثلة في المحيطات، والمياه المتدفقة على الأرض.
وسيمكن القمر قياس ارتفاع المحيطات وكتل المياه العذبة هذه على أكثر من 90 في المئة من سطح الكوكب، إذ يجري مسح كامل لها مرة واحدة على الأقل كل 21 يوما.
وبينما كان من الممكن سابقا مراقبة بضعة آلاف فحسب من البحيرات من الفضاء، سيكون «سووت» قادرا على رصد الملايين منها.
كذلك سيكون في وسعه مراقبة الأنهار التي يزيد عرضها على 100 متر واحتساب حجم المياه التي تتدفق فيها.
أما في المحيطات، فالقمر الصناعي يملك القدرة على رصد التيارات والأعاصير التي لم تكن رؤيتها ممكنة سابقا. وعلى السواحل، سيتمكن من مراقبة انحسار الأرض الناجم عن ارتفاع منسوب المياه.
وشرحت مديرة مراقبة كوكب الأرض في وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» كارِن سان جيرمان أن «سووت» يتميز عن نحو 25 مهمة مراقبة أخرى للكوكب تابعة للوكالة بأنه أشبه «بوضع نظارات» من أجل رؤية أفضل.