الثلاثاء , ديسمبر 3 2024
aren

جرأة قلم/ دار السلام علي/ الموضه إضرابات!

يبدو أن الوسيلة الوحيدة في هذا الوطن لاقتلاع حقوقك أو المطالبة بها، أن تكون في منصب أو جهة حساسة يمكن أن تمس الجميع وتهدد روعهم أو أن تكون شخصاً ذا تأثير كبير على نطاق واسع. قبل أيام في ذات الشهر (الطويل) نفذ الموظفون بقطاع الكهرباء إضراباً تصاعدياً للضغط على الدولة بزيادة رواتبهم، وفعلاً نجحوا في ذلك بعد أيام من المعافرة استطاعوا تحقيق وعود بتنفيذ مطالبهم، ولكن يبدو أنها كانت استجابة كفرقعة البالونات، فقد أحدثت الاستجابة ضجيجاً فارغاً من فحوى المطالبة يعني (اتسمبكوا)! وعادوا من جديد لمربعهم الأول والتلويح بإضراب جديد أشد قوة من السابق، والذي أحدث زلزالاً في منازل المواطنين من شدة الحر ونار القطوعات!
ورغم أن قطاع الصحة يعتبر من القطاعات المهمة، إلا أن الدولة تتعامل مع هذا القطاع بالتهميش. فمنذ أغسطس الماضي أعلنت لجنة أطباء الامتياز دخولها في إضراب شامل في حال لم ترضخ الدولة لمطالبهم المتمثلة في استحقاقاتهم المالية، بالرغم من ضعفها، وتحسين البيئة الصحية، ورغم تنفيذهم للإضراب إلا أن هذا الإضراب لم يحرك ساكناً في بركة الدولة، مما جعل الكثيرين يدخلون في حالة من التساؤل عن سبب تهميش الحكومة لقطاع الصحة وهي ترى بأم عينيها سوء الأوضاع والخدمات والبيئة في كافة المستشفيات حكومية كانت أم خاصة (والله جد)!
لم نفق من إضراب الأطباء حتى فاجأنا عمال النظافة بولاية الخرطوم بتنفيذ وقفة احتجاجية أمام مقر مبنى ولاية الخرطوم، وهم يطالبون بزيادة رواتبهم التي لا تتجاوز ال(12) ألف جنيه فقط. نعم، تخيل سيدي القارئ مرتب عامل لشهر كامل لا يتجاوز هذا المبلغ الذي لا يشفي ولا يغني عن جوع، فهي بالتأكيد لا تكفيه لوجبة يوم واحد ناهيك عن  التزاماته الأخرى من إيجار ومدارس وأدوية، ورغم ذلك يتكالب عليهم البعض من طويلي اللسان ويتذمرون من عدم التزامهم بجمع النفايات و القاذورات في ظل غياب الدولة بالقيام بواجبها ووالي الخرطوم وحاشيته يحملون (مقاشيش)، معلنين حملة إسفيرية للنظافة ولسان حالهم يقول أنا شايف الفيل ولكن أطعن في ظله (والله جد)!

وهناك تلويح جديد ينضم إلى قائمة الإضرابات السابقة، حيث من المتوقع أن يدخل قطاع التعليم في إضراب مع انطلاق العام الدراسي الجديد للمطالبة والضغط على الدولة بزيادة رواتبهم، فضلاً عن التدهور الكبير والمشاكل التي يعانيها قطاع التعليم، وهذا الأمر انعكس سلباً على العملية التعليمية والتربوية في كل المدارس وأخرجت فاقداً تربوياً، وكل ذلك ووزير التربية والتعليم يرقص على أوتار تكريمه بمجهودات صفرية استقطع ثمنها من عرق ومجهود المعلم المسكين (تخيل)!
جرأة أخيرة
يبدو أننا نشهد أسوأ الفترات التي تمر على هذه البلاد، وكل ذلك بسبب السياسات الاقتصادية الخاطئة التي للأسف تصب في مصالح ذاتية بعيدة عن هموم المواطن.. لله درك يا وطن!!!

شاهد أيضاً

مشاهدات وانطباعات يكتبها : خالد ساتي … مزاج سوداني 

الشروق نت  مزاج سوداني الدائرة الضيقة التي سجنت خيال البرامج الغنائية لسنوات متطاولة لم تشفع للقنوات …