كلمة قد تطرقُ آذان الكثيرين يومياً، ولكن البعض قد استسهلها وجردها من معناها الحقيقي حتى باتت أمراً طبيعياً عند غالبية الأزواج (تخيل)!
فالخيانة الزوجية أضحت لدى البعض ملاذاً آمناً يهرب به الزوج إلى عالم آخر بعيداً عن أجواء أسرته وزوجته (النكدية)، ولكنه لا يعلم أن هذا (الفرار) يكلفه كثيراً، فلم تعد الزوجة وفية كما في السابق تلتزم بيتها وتعتصر ألمها باكية العينين، ولم تعد الوسادة هي الحضن الدافئ الذي يخفف الحزن الذي قد تسبب به الزوج (جد جد).
فالآن وفي عالم التكنولوجيا أصبحت الخيانة سهلة جداً، فمجرد أن تعكس الزوجة ما تشعر به من سوء حال على صفحتها عبر الواتساب أو بالفيسبوك أو أي وسيلة إلكترونية أخرى حتى تجد آلاف المناديل (الإلكترونية) اللطيفة، من الكلمات التي تمسح الدموع حتى وإن كانت عبارة عن (ايموشن) يعكس ما يدور بداخلها من حزن وألم.
وفي الوقت الذي هرب فيه الزوج مع أصدقائه لاحتساء كوب من القهوة ولعب ورق الكوتشينة وتركها غارقة في دموعها دون حتى أن يُسمعها كلمة قد تخفف وقع كلماته المريرة عليها لحظة إشعال نار (شكله) بينهما وهجرها وحيدة بالغرفة، وجدت الزوجة من يمسح (دميعاتها) ويبدل سوء حالها إلى سرور وبهجة (اااي بالجد)، وهي لا تعي أن هذه الدردشة اللطيفة والقلوب التي ملأت المكان ليست سوى سنارة لاصطيادها عبر غرف الدردشة! وأنها بمرور الأيام أضحت لا تبالي ب(شكلات) زوجها لها وهجره إياها وتفضيل أنثى الكوتشينة عنها، فقد وجدت ضالتها بين أبيات الأشعار التي ترددها عبر صندوق البريد بالفيس بوك لدرجة أنها باتت تقضي جل وقتها في غرفة دردشة غير شرعية (تخيل).
وبهذا تحولت كلمة خيانة زوجية إلى صداقة إلكترونية ولكنها أقرب لعلاقة تجردت منها الشرعية، ذلك لأن طبيعة (الونسة) قد تتخطى بعض الحواجز والقيود، حتى أن بعض الأزواج كسروا حاجز الشرعية وقفزت خيول خيانتهم من سياج الدردشة إلى غرف فندقية يقضي الواحد فيها نهاره بعيداً عن أجواء النكد والعكننة (والله جد)، ليعود بشكل قادر فيه أن يستقبل كل أنواع المشاكل والشكاوى دون أن ترف له عين أو يرتفع صوته فيغطي فعلته بمزيد من التبريرات والضحكات الفاترة، ظناً منه أنها يمكن أن (تمشي) على زوجته التي باتت تمتلك عشيقاً إلكترونياً قادراً على سد الفجوة التي تركها زوجها وملء الفراغ الذي أحدثه والزمان بها.
جرأة أخيرة
أيها الأزواج هل تعلمون لماذا تخونكم زوجاتكم؟