الخميس , نوفمبر 21 2024
aren

جرأة قلم/ دار السلام علي/ عارضات الجسد!

تفاجأت واستغربت وحزنت _أيضاً_ كل هذه المشاعر غمرتني في وقت واحد، ويمكن كذلك صُفعت من الحسرة، عندما قرأت أن إحدى القنوات الإسفيرية عقدت مؤتمراً صحفياً ودعت له بعض الإعلاميين (المستغربة فيهم)، ونصبت البوسترات في كل صفحة وكل مكان وخلقت من (الفسيخ شربات)، فقط لتوقيع عقد مع إحدى (جريئات) السوشيال ميديا،  وتنصيبها إعلامية (تخيل).
أجل، بين ليلة وضحاها قادوها من ضلال الأسافير وال(تسكع) في شوارع التيك توك والفيديوهات المشردة لتصبح إعلامية يمكنها أن تناقش ما تشاء وكيفما رأت هي ولجنة اختيارها التي جاءت بها إلى فضاءات الإعلام، لا أدري من أين أتى أصحاب ذلك المؤتمر الصحفي المزعوم ومن سمح لهم بوصفها بالإعلامية.
أعتقد أن لديهم الحق، فالإعلام أصبح مهنة من لا مهنة له، وكل من هب ودب رشح نفسه إعلامياً، لا بل إعلامياً محترفاً، لا شرط هنا أن تدرس أو تتدرب وينكسر ظهرك وأنت تركض خلف تكوين ذاتك وحصد واكتساب خبرات تمكنك من السير في طرق الإعلام، فقط عليك أن تصبح جميلاً ومشهوراً وليس مهماً هنا كيف بنيت شهرتك وما أسهل وأقذر طرق الشهرة هنا (والله جد)!
ليس اعتراضاً على اختيار (الجميلة) الموديل آية آفرو لتقديم محتوىً إعلامي. أظن أن تلك المنصة الإعلامية (إن صح لي تسميتها بذلك) لعبت بذكاء شديد واختارت آفرو لتقديم برنامجها المزعوم، وذلك للاستفادة من جمهورها وهوس متابعيها أمثال الذين لا (شغل ولا مشغلة) لديهم سوى اتباع فارغي المحتوى قليلي الخبرة وشديدي الجرأة. وهنا أظن أن تلك الجهة درست مسيرة آفرو (الحاااافلة) وربطت نجاح برنامجها الجديد بجمهورها الكبير وتعمدت ماحدث في مؤتمرها الصحفي لإحداث ضجة إعلامية سلبية كانت أم إيجابية لعلمها أن الإناء الذي يسقط يحدث ضجيجاً فارغاً كان أم ممتلئاً.
كثيرات هنَّ النحلات اللائي  استطعنَّ جمع (الذباب) حولهنَّ واستفدنَّ منه وهنَّ يمشينَّ فوقه للوصول إلى مبتغاهم، ليس اعتراضاً مني فالإعلام فضاء مفتوح يمكن للجميع اختراقه وتقديم ما يريدون تحت بنود وقوانين محددة، ولكن أظن أن إطلاق مصطلح إعلامي يجب أن يكون مبنياً على اشتراطات محددة ودورات تدريبية مكثفة.
أظن أن نقيب الصحفيين الجديد تنتظره مهام شاقة وصعبة، فالإعلام يحتاج إلى قوانين واشتراطات صارمة  لمنسوبيه والمؤسسات الإعلامية، وذلك لأهمية الإعلام في بناء المجتمعات والدول، فهو سلاح ذو حدين يجب أن يوجه بتركيز كبير ودقة عالية حتى لا تغرق سفينتنا.
نعم، ندرك أن الإعلام في الأصل موهبة ولكن يجب أن تكون تحت اشتراطات وضوابط يحترمها الجميع، حتى لا يتسلل كل من هب ودب إلى المهنة وينصب نفسه إعلامياً، وحتى لا يعتدي عليها أنصاف المواهب من الذين “غشتهم” صفحات
صفحات الأسافير بأنهم إعلاميون (والله جد)!
فهل يمكن أن يصبح الطبيب طبيباً إذا لم يدرس الطب  ويمارسه، وبعد كل هذا أرجو أن تنجح آفرو في برنامجها الجديد، وأتمنى من إدارة تلك المنصة مراجعة تصريحاتها وتحري الدقة والمهنية وإعطاء كل ذي حق حقه.

جرأة أخيرة
صحي الجمال بخدم نفسه (والله جد)!!

Check Also

مشاهدات وانطباعات يكتبها : خالد ساتي … مزاج سوداني 

الشروق نت  مزاج سوداني الدائرة الضيقة التي سجنت خيال البرامج الغنائية لسنوات متطاولة لم تشفع للقنوات …