تراجعت حركة الشراء في السودان وسط أزمة اقتصادية عميقة أرغمت العديد من الأسر على التقشف في ظل أزمة غذاء وشيكة إذ يعيش حوالي 65% من السودانيين تحت خط الفقر، بحسب ما أفاد تقرير للأمم المتحدة صدر العام 2020.
وألقى تقرير لـ«فرانس برس» الضوء على معاناة المواطنين ففي بقالة صغيرة بالخرطوم، ينشغل حسن عمر في نفض الغبار عن البضائع التي تتكدّس منذ أشهر على الرفوف، ويقول عمر البالغ من العمر 43 عاما متحدثا لـ«فرانس برس» في بقالته «لم يعد لدى المواطن المال ليشتري، ما يجعلنا نعاني حالة كساد».
وتابع «القوة الشرائية تراجعت بشكل كبير خلال الأشهر الستة الماضية»، مشيرًا إلى أن مبيعاته في السابق كانت تبلغ في اليوم الواحد حوالي 500 ألف جنيه سوداني (877 دولارًا تقريبا)، لكنها انخفضت الآن إلى 200 ألف جنيه (حوالي 350 دولارًا).
وتعكس محنة عمر تدهور الوضع الاقتصادي في السودان، ما أرغم العديد من الأسر على التقشف في ظل أزمة غذاء وشيكة في البلد الذي يعاني حوالي ثلث سكانه الـ45 مليونا من الجوع الحاد. ويعيش نحو 65% من السودانيين تحت خط الفقر، بحسب ما أفاد تقرير للأمم المتحدة صدر العام 2020.
ودفعت هذه الظروف القاسية السودانيين إلى الخروج في احتجاجات حاشدة ضد حكم البشير إلى أن أطاحه الجيش من السلطة في أبريل 2019، وجرى الاتفاق على حكم انتقالي مشترك بين المدنيين والعسكريين وبدأت انفراجة اقتصادية تلوح في الأفق مع ورود تعهدات بتقديم مساعدات دولية ورفع بعض العقوبات عن البلد.
وقالت سعاد بشير الموظفة الأربعينية وهي أم لأربعة أطفال، «مقارنة الدخل مع المصروف غير ممكن لذلك نحاول إيجاد بدائل رخيصة في الطعام».
وفي أحد شوارع شمال الخرطوم، يشكو نور آدم بجانب عربته لبيع الخضار من الوضع، موضحًا أنه تكبد خسائر فادحة خلال الأشهر التسعة الماضية. وقال «فسد الكثير من المنتجات بسبب عدم الشراء .. لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو أو سأضطر إلى البحث عن وظيفة أخرى».
وعلى الرغم من ذلك، تراجع معدل التضخم في السودان العام الماضي مسجلا 87% في ديسمبر بالمقارنة مع 318% في الشهر نفسه من العام 2021.
وعلى غرار التعليم، ارتفعت رسوم العديد من الخدمات الحكومية الأخرى من إصدار جوازات السفر وحتى رسوم الطرق. ويعلق البعض آمالا على اتفاق وقع الشهر الماضي بين العسكريين والمدنيين شكل الشق الأول من عملية سياسية على مرحلتين، لإنهاء الاضطرابات التي تعم البلاد، بينما يشكك به الكثيرون باعتباره يفتقر إلى تفاصيل وجداول زمنية.