كشفت دراسة علمية أعدها المجلس الأعلى للبيئة بولاية نهر النيل، عن مخاطر تهدد حياة المواطنين بالولاية بسبب الاستخدام الخاطئ للزئبق في التعدين الأهلي. وقالت الدراسة إن كل طن منتج من (الكرتة) يحتاج آلى 800 كيلو من الزئبق.
وأوضحت الدراسة أن العينات التي تم فحصها بالمعامل أظهرت أن كميات الزئبق في دم الناس الذين استهدفتهم الدراسة جاءت من 27 – 700 ضعف الكمية الطبيعية في جسم الإنسان.
وأشارت إلى أن الزئبق يتحرر بفعل ارتفاع درجات الحرارة ويتبخر ليتجمع بمناطق الرطوبة مجدداً، ما أظهرت الدراسة تراكمه في (أزيار) المياه والمكيفات بمناطق التعدين، بالإضافة إلىى ما نقلته السيول إلى المناطق السكنية والنيل. وحذرت الدراسة من ميسيد الزئبق الذي يتحول إلى مادة عضوية تفوق خطورتها الزئبق نفسه بمئة مرة، لجهة أنها تتفاعل مع مكونات البيئة وتظهر بالأسماك والخضر وغيرها.
وأوضح الدكتور عصام محمد زين مقدم الدراسة، أن ولاية نهر النيل ستصبح بعد 40 عاماً غير صالحة للحياة الآدمية، مشيراً إلى أن أكثر من 80% من المواقع العاملة غير ملتزمة بالاشتراطات البيئية.
وأكد خالد محي الدين حسن الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة بالولاية، أهمية أن تتخذ حكومة الولاية مواقف حاسمة تجاه هذه المخاطر التي تهدد حياة المواطنين، وأعلن عن تخصيص نيابة للبيئة، حاثاً المواطنين للتبليغ الفوري عن أي مخالفات بيئية.