الفيديو المتداول بكثرة هذه الأيام ويحكي عن حادثة اغتصاب طفلين من قبل (خالهم وجدهم وعشيق أمهم وأصدقائه)، أقل ما يمكن أن يقال في وصفه إنه مروع بحجم الكلمة ومؤلم حد الصدمة، ومفجع حد القتل. صراحة لم أصدق ما قيل وحكي ونشر عن الفيديو، إلا بعد أن شاهدته و(ياريت ما شفته) فقد أصبت بالذهول والتشنج العصبي وصدمت لدرجة أنني شعرت أن ناراً أوقدت في قلبي وحولته لحطام ورماد (والله جد).
لا أدري كيف فعل هؤلاء المجرمون فعلتهم المتكررة والشنيعة، فعلى حسب حديث الطفلين إنهما يتعرضان للاغتصاب بصورة متكررة وشبه يومية من أقرب الأقربين لهما “خالهم” (تخيل)!، ألا يقولون إن (الخال والد) أم تغيرت المقولة وأصبح ذئباً أشر، أليس هو في مقام الأب والقدوة، أليس هو من يسند أخته ويرعى أطفالها أم أنه وحش يتربص بفريسته إلى حين غفلة ويفترسها كحيوان بري (فهموني).
بالله عليكم قولوا لي إن ما شاهدته كان حلماً وكابوساً. أصوات هؤلاء الأطفال وحديثهم واستخدامهم لكلمات (بذيئة) يثبت أنهم كانوا يتعرضون للانتهاك لساعات طويلة ومنذ فترة بعيدة، فبراءة حديثهم يؤكد أن (الحيوانات) التي كانت تفترسهم علمتهم ودربتهم على أساليب سيئة وسلوك قذر.
ما حدث لهؤلاء الأطفال جريمة شنيعة جداً تفوق جرائم القتل والاغتصاب والتهجير الجماعي، ويجب أن تكون العقوبة بحجم الصدمة التي سببها هؤلاء (الوحوش)، ليس للأطفال فقط بل للمجتمع ككل ولكل أحد شاهد الفيديو وتسمر في مكانه من أثر الصدمة.
أكثر ما يؤلم في ذاك الفيديو من حديث الطفلين هو أن ما يحدث لهم كان بعلم والدتهم (أيُّ أمٍّ هذي)، أليس الأم مَنْ تحمي صغارها، أليس هي من تخوض حرباً من أجل أبنائها، أليست هي من تقاطع الجميع -فقط- إرضاء لأطفالها، أم أن الأمومة تغيّرت هل تغيرنا لهذه الدرجة (بالله عليكم أيقظوني) من هذا الكابوس، كيف لأمٍّ ترى أطفالها الصغار يتناوب عليهم ذئاب بشرية ويفترسون طفولتهم بأشبع الأساليب، كيف لها أن تسكت أتقولون إنها خارجة عن نطاق العقل أقول لكم إن الأم حتى وإن كانت بلا عقل فإنها تشعر وتحس بأبنائها وتتوجس عليهم لحظات الخطر أو حتى عند شعورها بذلك، أم أنّ الأمومة تبدلت وأصبحت على قلوبها أحجار وصخور وبنت على قلبها العنكبوت.
ما حدث لهؤلاء الأبرياء يجب أن لا يمر مرور الكرام، بل علينا نحن كمجتمع أن نقف وراء هذه الجريمة المنظمة. نعم، هي كذلك لأن هؤلاء الذئاب عصابة متخصصة في اغتصاب البراءة والطفولة ولا ندري كم من طفل افترسته نيابهم، هؤلاء قتلة. نعم، هم كذلك قتلوا براءة أطفال لا يدركون حجم الأفعال التي وقعت بهم. نعم، هم قتلة لأنهم دمروا وقتلوا الطفولة، يجب أن يخضعوا لشتى أنواع العقاب، علينا أن نرجمهم كمجتمع في ميدان عام، ويعدموا ويصلبوا دون رحمة (والله جد)!
عزيزتي الأم، علمى أطفالك أن لا يقبلوا التحرش، وعدم السكوت على الكلمات البذيئة (الداعرة)، علميهم أن لا يثقوا بقريب ناهيك عن البعيد، علميهم حدود التعامل وأساليب كشف الافتراس، علميهم أن الذئب يأكل من الغنم القاصية، وعلميهم أن الإنسان شيطان وذئب بشري يأكل الشاة القاصية. وتعلمي عزيزتي الأم أن لا تسكتي عن الدفاع عن أطفالك في قضايا التحرش، وعليك أن تقفي سداً منيعاً، وأن تُعلي صوت الحق والدفاع عنهم، وأن (تفضحي المتحرش) مهما كانت درجة قرابته، فالقانون معك وأطفالك.
هذه الجريمة لا تختلف عن القتل ويجب أن يقف الرأي العام عندها والمطالبة بمعاقبة الجناة، وأنا هنا أتساءل أين دور نيابة حماية الأسرة والطفل، وأين المجلس القومي لحقوق الأطفال، وأين الجمعيات العاملة بقضايا الطفولة، أين ذهبتم ولماذا السكوت حتى الآن، لماذا يلعب المجتمع الآن دور الضحية، وإلى متى سنظل نسكت عن قضايا التحرش وعلى المغتصبين وحمايتهم والتستر عليهم بحجة العار والوصمة في ظل ازدياد أعداد المتحرشين وتكاثر الذئاب البشرية، وكل يوم هناك حياة طفل تنتهك وتغتصب نتيجة السكوت والإفلات من العقاب.
جرأة أخيرة