استغربت الحكومة السودانية، يوم الثلاثاء، من تجاهل بيان وزير الخارجية الأمريكي، الإشارة لتنصل ميليشيا عن التزاماتها بموجب إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع ١١ مايو الماضي، والذي من شأنه أن ينهي المعاناة الإنسانية، ويمهد لوقف إطلاق النار إن تم تطبيقه كاملاً.
وعبر بيان الخارجية السودانية، عن تقديره لما تضمنه بيان بلينكن بمناسبة ذكرى استقلال السودان، من أن حكومته ستواصل العمل من أجل إنهاء الصراع في السودان، حتى يتحقق خلال العام الجديد ما يستحقه الشعب السوداني من سلام وأمن وازدهار.
في نفس الوقت، أبدت الحكومة استغرابها من عودة البيان لاستخدام عبارات معممة تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية، وتطهير عرقي، وعنف جنسي دون تسمية من يقوم بها، في حين أن آخر بيان لوزير الخارجية الأمريكي يوم ٧ ديسمبر المنصرم، حمّل بشكل قاطع ميليشيا “الدعم السريع” المحلولة المسؤولية عن تلك الجرائم، فضلاً عن ما صدر من أعضاء بارزين في الكونغرس أدانت الميليشيا لارتكابها تلك الفظائع.
وأضاف البيان “يأتي ذلك، بينما تتمادى الميليشيا الإرهابية في جرائمها لتشمل مناطق ريفية لا توجد في بعضها حتى أقسام للشرطة، كما يحدث في ولاية الجزيرة، حيث ارتكبت الميليشيا خلال الأيام الماضية مذبحة ضد المدنيين العزل في المدينة عرب، راح ضحيتها أكثر من أحد عشر شخصًا”.
وتابع “إلى جانب تكرارها للتصفيات على أسس عرقية التي سبق وأن ارتكبتها بدارفور في مدينة ود مدني، واستخدامها أساليب إرهابية للتجنيد القسري للشباب والأطفال في الولاية.
وذكرت الحكومة، أنه قد سبق أن نبهت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عند هجوم الميليشيا على مدينة ودمدني، أن جرائم الإرهاب لن تمضي دون عقاب.
كما أبرزت التقارير الاستقصائية لأجهزة إعلام دولية كبرى الأسبوع الماضي المدى المروع الذي انحدرت إليه الميليشيا في المجازر العرقية لتي ترتكبها، بقتلتها حتى للأطفال الرضع الذكور من القبائل التي تستهدفها، وهو ما يمثل جريمة إبادة جماعية. فيما كان من المتوقع أن يشير البيان الأخير للوزير الأمريكي لهذا، حسب بيان الحكومة.
كذلك تجاهل البيان الإشارة لتنصل الميليشيا عن التزاماتها بموجب إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ ١١ مايو الماضي، والذي من شأنه أن ينهي المعاناة الإنسانية ويمهد لوقف إطلاق النار إن تم تطبيقه كاملاً.
وأكمل البيان، تنبغي الإشارة إلى أن الشعب السوداني في مختلف الولايات قد عبر عن موقفه بقوة ووضوح بتلاحمه مع القوات المسلحة وانتظامه في المقاومة الشعبية سندًا لها ودفاعًا عن نفسه وكرامته وسيادته. وبالتالي لا يمكن فرض أي حلول للأزمة لا تُرضي تطلعاته في السلام والحرية وإرادته المستقلة.
الشروق نت